هل ممكن أن يختار الله بخلاف علمه؟

السؤال: لو كان الله فاعل بالاختيار وكان علمه واجباً فما في علمه يكون واجباً لا يمكن ان يتغير او يكون خطأً فلو امكن انه يختار شيئاً مختلفاً عما اختاره الان للزم من ذلك ان يكون علمه خطأً (جهلاً مركباً) وبما ان اختياره لشئ مختلف كان ممكناً، فوقوع الجهل المركب في علمه كان ممكناً وقد فرضتم […]

السؤال:

لو كان الله فاعل بالاختيار وكان علمه واجباً فما في علمه يكون واجباً لا يمكن ان يتغير او يكون خطأً فلو امكن انه يختار شيئاً مختلفاً عما اختاره الان للزم من ذلك ان يكون علمه خطأً (جهلاً مركباً) وبما ان اختياره لشئ مختلف كان ممكناً، فوقوع الجهل المركب في علمه كان ممكناً وقد فرضتم ان علمه واجب، فيكون علمه ممكناً وواجباً وهذا اجتماع للنقيضين.

 

الجواب:

عبارات السؤال مربكة ولم يتضح لنا سياق البحث الذي تولد منه هذا الاشكال، فبحسب ما فهمنا يمكن تلخيص السؤال في التالي: إذا كان علم الله واجباً وفي نفس الوقت الله فعال بالاختيار، فإن فعله الاختياري لابد أن يكون مطابقاً لعلمه وإلا حصل خلاف ما يعلم، وبما أن اختياره لشيء مختلف عن ما في علمه أمراً ممكناً فوقوع الجهل المركب في علمه كان ممكناً أيضاً.

والجواب بسيط على هذا الكلام وهو أن الله لا يفعل بخلاف علمه، وليس هناك قائل بذلك حتى يشكل عليه، فمن المستحيل في حق الله تعالى القول بإمكانية أن يختار بخلاف ما كان يعلم؛ لأن ذلك لا يتصور إلا عن جهل أو حاجة أو عبث وكل ذلك مستحيل في حقه سبحانه وتعالى، فالإنسان وحده هو الذي يمكن أن يتصور ذلك في حقه؛ وذلك لكونه مركب من عقل وشهوة، ولذا من الممكن أن يفعل بخلاف ما كان يعلم سلفاً، فقد يعلم الإنسان بشيء ويكون فعله بخلاف علمه لهوى في نفسه.