إعتراف علماء أهل السنة بولادة الإمام المهدي (عج)

إنّ المتصفح للتاريخ يجد أنّ ولادة الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) لم تكن تحت ظروف طبيعيّة, بل يجدها محاطة بسريّة، وخفاء تاميَن, وذلك بسبب الظروف السياسيّة الخانقة الّتي كانت تحيط به (عليه السلام), حتّى أنّنا نجد انعكاس ذلك على  كل مَنْ تعرّض لولادة الامام المهدي (عليه السلام) من المؤرخين, فقد استخدموا التقيّة تجنباً لإثارة […]

إنّ المتصفح للتاريخ يجد أنّ ولادة الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) لم تكن تحت ظروف طبيعيّة, بل يجدها محاطة بسريّة، وخفاء تاميَن, وذلك بسبب الظروف السياسيّة الخانقة الّتي كانت تحيط به (عليه السلام), حتّى أنّنا نجد انعكاس ذلك على  كل مَنْ تعرّض لولادة الامام المهدي (عليه السلام) من المؤرخين, فقد استخدموا التقيّة تجنباً لإثارة غضب الحاكم والسلطان.

لذلك كان من الطبيعي جداً أن تكون ولادة الإمام (عليه السلام) محاطة بالسريّة التامة.

إلاّ أنّ هذا لا يعني خفاء ولادته عن الأعلام, والخاصة, وبعض الشيعة.

وحتّى يتضح المشهد للقارئ الكريم, نجد من الضروري الاستشهاد على ما نقول ببعض الوثائق التاريخيّة, الّتي تثبت ولادته بما لا يقبل الشك.

فقد بلغت اعترافات علماء العامة أكثر من مائة اعتراف صريح بولادة الإمام المهدي (عليه السلام) وهو الإمام الثاني عشر عند الشيعة وإليك بعضها.

  1. المسعودي الشافعي ، وهو من مشاهير علماء أهل السنة:

الإمام الثاني عشر وفي سنة ستين ومائتين قبض أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام في خلافة المعتمد، وهو ابن تسع وعشرين سنة، وهو أبو المهدي المنتظر….[1]

2.ابوالفضل الشافعي الحصکفي (متوفاي 553 هـ)

كتب ابن كثير الدمشقي السلفي بعد قراءة غزال طويل:

ثم خرج من هذا التغزل إلي مدح أهل البيت والأئمة الإثني عشر رحمهم الله

وسائلي عن حب أهل البيت

هل أقر إعلانا به أم أجحد

هيهات ممزوج بلحمي ودمي

حبهم هو الهدي والرشد

حيدرة والحسنان بعده

ثم علي وابنه محمد

وجعفر الصادق وابن جعفر

موسي ويتلوه علي السيد

أعني الرضي ثم ابنه محمد

ثم علي وابنه المسدد

والحسن الثاني ويتلو تلوه

محمد بن الحسن المفتقد

فلا يظن رافضي أنني

وافقته أو خارجي مفسد

 

والشافعي مذهبي مذهبه لأنه في قوله مؤيد

اتبعته في الأصل والفرع معا فليتبعني الطالب المرشد

إني بإذن الله تاج سابق إذا وني الظالم ثم المفسد[2]

3.ابن الازرق الفارقي (متوفاي 571 هـ) يذكر يوم ولادة الإمام الحجة :

إن الحجة المذكور ولد تاسع شهر ربيع الأول سنة ثمان وخمسين ومائتين، وقيل ثامن شعبان سنة ست وخمسين، وهو الأصح.[3]

4.عماد الدين الاصفهاني (متوفاي 597 هـ)

مولد ابي القاسم محمد المنتظر، بسر من رأي، يوم الجمعه ثاني عشر من شهر رمضان[4]

5.فخر الرازي الشافعي (متوفاي 604هـ) كتب في شرح حال الإمام العسكري :

أما الحسن العسكري الإمام (ع) فله إبنان وبنتان ، أما الإبنان فأحدهما صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف ، والثاني موسي درج في حياة أبيه وأما البنتان ففاطمة درجت في حياة أبيها ، وأم موسي درجت أيضاً.[5]

6.محمد بن محمد بن عبد الکريم ابن الاثير الجزري (متوفاي630هـ) يصرح بأن الإمام العسكري عنده واد و يسمى م ح م د :

وفيها توفي الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) . وهو أبو محمد العلوي العسكري وهو أحد الأئمة الاثني عشر علي مذهب الامامية ، وهو والد محمد الذي يعتقدونه المنتظر بسرداب سامرا وكان مولده سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.[6]

7.محي الدين ابن العربي (متوفاي 638هـ)

ينقل الشعران عن ابن العربي في كتابه فتوحات المكية :

وعبارة الشيخ محي الدين في الباب السادس والستين وثلمائة من الفتوحات: … وهو من عترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ولد فاطمة رضي الله عنها جده الحسين بن علي بن أبي طالب، ووالده الحسن العسكري ابن الإمام علي النقي – بالنون – ابن محمد التقي – بالتاء – ابن الإمام علي الرضا، ابن الإمام موسى الكاظم، ابن الإمام جعفر الصادق، ابن الإمام محمد الباقر، ابن الإمام زين العابدين علي، ابن الإمام الحسين، ابن الإمام علي بن أبي طالب.[7]

8.سبط ابن الجوزي(متوفاي 654هـ)

فصل في ذکر الحجة المهدي هو محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي الرضا بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام وکنيته أبو عبد الله وأبوالقاسم وهو الخلف الحجة صاحب الزمان، القائم المنتظر والتالي وهو الآخر الأئمة.[8]

9.محمد بن يوسف الگنجي (متوفاي 658هـ):

وهو الإمام بعد الهادي، مولده بالمدينة في شهر ربيع الآخر سنة إثنين وثلاثين ومأتين وقبض يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة ستين ومأتين له يومئذ ثمان وعشرون سنة ودفن في داره بسر من رأي في البيت الذي دفن فيه أبوه ، وخلف إبنه وهو الإمام المنتظر.[9]

10.شمس الدين ابن خلکان (متوفاي 681هـ)

562 أبو القاسم المنتظر: أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد المذكور قبله ثاني عشر الأئمة الاثني عشر علي اعتقاد الامامية المعروف بالحجة وهو الذي تزعم الشيعة أنه المنتظر والقائم والمهدي وهو صاحب السرداب عندهم وأقاويلهم فيه كثيرة وهم ينتظرون ظهوره في آخر الزمان من السرداب بسر من رأي.

كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين ولما توفي أبوه وقد سبق ذكره كان عمره خمس سنين … .[10]

11.ابن الطقطقي الحسني (متوفاي 709هـ)

ولم يذکر للامام الحسن العسکري ولد الا ولده الامام ابوالقاسم محمد مهدي صاحب الزمان عجل الله تعالي فرجه الشريف، وهو الذي ذهبت الشيعه الامامية الاثنا عشرية الي بقائه، و أنه المهدي الذي يظهر في آخر الزمان، حسب ما بشر به جده رسول الله، مولده ليلة النصف من شعبان سنة ست و خمسين و مائتين، وهذا هو الصحيح، وقيل غير ذلک، امه ام ولد تدعي نرجس و قيل صفية، ولد بسر من رأي.[11]

12.ابن فوطي الشيباني (متوفاي 723هـ)

القائم المنتظر، صاحب الزمان، الامام الثاني عشر أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي العلوي الحسيني المهدي وهو القائم بالحق وقد ذكرنا ألقابه فيما تقدم على مقتضى الترتيب الذي التزمناه، وكان مولده كما ذكرناه سنة خمس أو سنة سبع وخمسين ومائتين قبل مضي أبيه بسنتين وسبعة أشهر وكان مولده ليلة النصف من شعبان وله قبل قيامه غيبتان، إحداهما أطول من الأخرى جاءت بذلك الأخبار.[12]

13.عماد الدين ابوالفداء (متوفاي 732هـ)

والحسن العسكري المذکور هو والد محمد المنتظر صاحب السرداب و محمد المنتظر المذکور هو ثاني عشر الائمة الاثني عشر علي راي الامامية ويقال له القائم و المهدي و الحجة و ولد المنتظر المذکور في سنة خمس و خمسين و مائتين.[13]

14.شمس الدين الذهبي (متوفاي 748هـ)

وفيها محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي محمد الجواد بن علي الرضا بن موسي الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحسيني أبو القاسم الذي تلقبه الرافضة الخلف الحجة و تلقبه بالمهدي وبالمنتظر وتلقبه بصاحب الزمان وهو خاتمة الاثني عشر… .[14]

وفي كتاب تاريخ الإسلام في شرح الإمام الحسن العسكري هكذا يكتب :

الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا بن موسي بن جعفر الصادق . أبو محمد الهاشمي الحسيني أحد أئمة الشيعة الذين تدعي الشيعة عصمتهم . ويقال له الحسن العسكري لكونه سكن سامراء ، فإنها يقال لها العسكر .

وهو والد منتظر الرافضة .

وأما ابنه محمد بن الحسن الذي يدعوه الرافضة القائم الخلف الحجة ، فولد سنة ثمان وخمسين ، وقيل : سنة ست وخمسين . عاش بعد أبيه سنتين ثم عدم ، ولم يعلم كيف مات . وأمه أم ولد.[15]

 

 

و في سير الأعلام النبلاء يذكر الإلمام الحجة و أنه ابن الإمام الحسن العسكري :

المنتظر الشريف أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي ابن محمد الجواد بن علي الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن علي بن الحسين الشهيد بن الامام علي بن أبي طالب العلوي الحسيني خاتمة الاثني عشر.[16]

15.زين الدين ابن الوردي (متوفاي 749هـ)

وَالْحسن العسكري وَالِد مُحَمَّد المنتظر صَاحب السرداب، والمنتظر ثَانِي عشرهم ويلقب أَيْضا الْقَائِم وَالْمهْدِي وَالْحجّة، ومولد المنتظر سنة خمس وَخمسين وَمِائَتَيْنِ.[17]

16.صلاح الدين الصفدي (متوفاي 764هـ)

الحجة المنتظر محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي ابن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسي الكاظم بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم الحجة المنتظر ثاني عشر الأيمة الأثني عشر هو الذي تزعم الشيعة انه المنتظر القائم المهدي وهو صاحب السرداب عندهم وأقاويلهم فيه كثيرة ينتظرون ظهوره آخر الزمان من السرداب بسر من رأي ولهم إلي حين تعليق هذا التاريخ أربع مائة وسبعة وسبعين سنة ينتظرونه ولم يخرج ولد نصف شعبان سنة خمس وخمسين.[18]

17.ابومحمد اليافعي (متوفاي 768هـ)

وفيها وقيل في سنة ستين توفي الشريف العسكري الحسن بن علي بن محمد ابن علي بن موسي الرضي بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين ابن الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله تعالي عنهم أحد الائمة الاثني عشر علي اعتقاد الامامية وهو والد المنتظر صاحب السرداب.[19]

18.عبد الرحمن ابن خلدون (متوفاي 808هـ)

ثم ابنه حسن العسكري ووفاته سنة ستين ومائتين. ثم ابنه محمد المهدي وهو الثاني عشر وهو عندهم حيّ منتظر وأخبارهم معروفة.[20]

  1. محمد ابن شحنة الحلبي (متوفاي 815هـ)

وولد لهذا الحسن ولده محمد المنتظر ثاني عشرهم ويقال له القائم والمهدي والحجة ولد في سنة خمس و خمسين ومائتين.[21]

  1. عبد الرحمن بن احمد بن محمد جامي (متوفاي 817هـ):

ذکر محمد بن حسن بن علي بن محمد بن علي الرضا رضي الله عنهم وي امام دوازدهم است و کنيت وي ابوالقاسم است … ولادت وي در سر من راي بوده است.  [22]

21.خواجه محمد پارسا (متوفاي 822هـ):

ولم يخلف الحسن العسكري رضي الله عنه ولدا ظاهرا ولا باطنا غير أبي القاسم محمد المنتظر المسمى بالقائم عند الإمامية وكان مولد المنتظر رضي الله عنه ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين وامه أم ولد يقال لها نرجس.[23]

22.احمد بن علي قلشقندي (متوفاي 821هـ):

ثم ابنه الحسن الزکي المعروف بالعسکري، ثم ابنه محمد الحجة و يقال القائم، و هو ثاني عشره، و يعتقدون حياته و ينتظرون خروجه.[24]

23.ابن حجر العسقلاني الشافعي (متوفاي 852هـ):

493 جعفر بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الحسيني أخو الحسن الذي يقال له العسكري وهو الحادي عشر من الأئمة الإمامية ووالد محمد صاحب السرداب.[25]

24.ابن صباغ المالكي (متوفاي 855هـ):

ولد أبو القاسم محمد الحجه بن الحسن الخالص بسر من رأي ليلة النصف من شعبان سنة 255 للهجره ، وأما نسبه أباً وأماً فهو أبو القاسم محمد الحجه بن الحسن الخالص بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسي الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) ، وأما أمه فأم ولد يقال لها : نرجس خير أمة ، وقيل : إسمها غير ذلك ، وأما كنيته فأبو القاسم ، وأما لقبه فالحجه والمهدي والخلف الصالح والقائم المنتظر وصاحب الزمان وأشهرها المهدي.[26]

25.ابن محمد سراج الدين الرفاعي (متوفاي 885هـ)

(وروى العارفون من سلف أهل البيت) أن الإمام الحسين عليه السلام لما انكشف له في سره أن تولى الخلافة الروحية التي هي الغوثية والإمامة الجامعة فيه وفي بنيه على الغالب استبشر بذلك وباع في الله نفسه لنيل هذه النعمة المقدسة فمن الله عليه بأن جعل في بيته كبكة الإمامة وختم بنيه هذا الشأن على أن الحجة المنتظر الإمام المهدي عليه السلام من ذريته الطاهرة وعصابته الزاهرة-إلى أن قال-فالحسن العسكري عليه السلام أعقب صاحب السرداب الحجة المنتظر ولي الله الإمام محمد المهدي عليه السلام.[27]

فبالنتيجة:وبحسب أقوال أكثر من مائة عالم من علماء أهل السنة بشأن ولادة الإمام الحجة (عج) ولكن نحن نكتفي بذكر فقط هذا المبلغ  منهم.

 

[1] مروج الذهب، ج 4 ص 160

[2] البداية والنهاية، ج14ص154-155

[3] تاريخ الفارقي ص26

[4] البستان الجامع، ص190

[5] الشجرة المباركة في أنساب الطالبية، ص78 ـ 79

[6] الكامل في التاريخ، ج 6، ص249 ـ 250

[7] اليواقيت والجواهر ج1 ص562

[8] تذکرة الخواص، ص 363

[9] كفاية الطالب، ص 458

[10] وفيات الأعيان و انباء أبناء الزمان، ج2، ص94

[11] الاصيلي في انساب الطالبين ص161

[12] مجمع الآداب في معجم الألقاب، ج3 ص330

[13] تاريخ ابي الفداء، ص 45

[14] العبر في خبر من غبر ، ج1 ، ص381

[15] تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ج19 ص113

[16] سير اعلام النبلاء، ج 13 ص 119-120

[17] تاريخ ابن الوردي، ج1 ص232

[18] الوافي بالوفيات، ج2، ص249

[19] مرآة الجنان وعبرة اليقظان، ج2 ص81

[20] تاريخ ابن خلدون ج4 ص148

[21] روضة المناظر في علم الأوائل والأواخر، ص 78-79

[22] شواهد النبوة، ص 258-259

[23] فصل الخطاب بوصل الأحباب، ص443

[24] قلائد الجمان، ص164

[25] لسان الميزان، ج 2 ص 460

[26] الفصول المهمة في معرفة الأئمة، ص282

[27] صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطمية الأخيار ، ص49-54