آية التطهير _ ١

وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا_ آية33 من سورة الأحزاب     ما هو المراد من أهل البيت و الأقوال فيه:   الأقوال المهمة في هذا المجال ثلاثة أقوال وإليك:   القول الأول: هو رسول الله […]

وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا_ آية33 من سورة الأحزاب

 

 

ما هو المراد من أهل البيت و الأقوال فيه:

 

الأقوال المهمة في هذا المجال ثلاثة أقوال وإليك:

 

القول الأول: هو رسول الله صلى الله عليه و آله و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام.

القول الثاني: هو خصوص ازواج رسول الله صلى الله عليه و آله فقط.

القول الثالث: هو القول الأول و الثاني.

 

النقطة الأولى:

ان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم كما صرح كتاب الله هو مبين للقرآن الكريم ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ – آية 44 من سورة النحل )

 

النقطة الثانية:

بلا شك و ريب أن رسول الله صلى الله عليه وآله بين و عين المراد من هم اهل البيت في هذه الآية الشريفة و إلا يجب النقصان في الرسالة و يوجب إضلال الناس الى يوم القيامة و هذا بعيد عن لطف الله و رحمته لانه كتب على نفسه الرحمة و لا يمكن القول بالنقصان في تبيين الرسالة و تبيين القرآن مع أنه قال سبحانه و تعالى اليوم أكملت و بعبارة أخرى لايمكن القول بين أن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يبين المراد من اهل البيت و بين القرآن الذي يقول بإكمال الدين و هنا يلزم من يقول بعدم التبين من قبل رسول الله صلى الله عليه و آله من جهة القرآن إما محرف و إما نقض عدل الله تعالى و من جهة النبي صلى الله عليه وآله أما السنة في ذلك الزمن لم تكتب و لها دواعي و أسباب و إما ان النبي صلى الله عليه و آله نسى يبين و…. من الموارد الطاعنة .

 

النقطة الثالثة:

تبیین الروایات الصحیحة في أن آیة التطیر نزلت في أهل الکساء و هم رسول الله صلی الله علیه و آله و علي و فاطمة و الحسن و الحسین علیهم صلوات الله و سلامه وبهذه النقطة و الاجابة عن الشبهات التي تطرح في هذا المجال یتبین الحق باذن الله تعالی. ( لا یخفی علیکم ان شاءالله الشبهات و الاجابة عنها و روايات الشيعة تأتي في عنوان آیة التطهیر 1و2و3…. الی انتهاء البحث فيها إن شاءالله).

 

الروایات:

1) خَرَجَ النَّبيُّ ﷺ غَداةً وَعليه مِرْطٌ مُرَحَّلٌ، مِن شَعْرٍ أَسْوَدَ، فَجاءَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ فأدْخَلَهُ، ثُمَّ جاءَ الحُسَيْنُ فَدَخَلَ معهُ، ثُمَّ جاءَتْ فاطِمَةُ فأدْخَلَها، ثُمَّ جاءَ عَلِيٌّ فأدْخَلَهُ، ثُمَّ قالَ: ﴿إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: ٣٣].

الراوي: عائشة أم المؤمنين • مسلم، صحيح مسلم (٢٤٢٤) • [صحيح]

 

2) لمّا نزلت هذِهِ الآيةُ على النَّبيِّ ﷺ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا في بيتِ أمِّ سلمةَ فدعا فاطمةَ وحَسنًا وحُسينًا فجلَّلَهم بِكساءٍ وعليٌّ خلفَ ظَهرِهِ فجلَّلَهُ بِكساءٍ ثمَّ قالَ اللَّهمَّ هؤلاءِ أَهلُ بيتي فأذْهِب عنْهمُ الرِّجسَ وطَهِّرْهم تطْهيرًا قالت أمُّ سلمةَ وأنا معَهُم يا نبيَّ اللَّهِ قالَ أنتِ على مَكانِكِ وأنتِ على خيرٍ

الراوي: عمر بن أبي سلمة • الألباني، صحيح الترمذي (٣٢٠٥) • صحيح

 

3) أنَّ النَّبيَّ ﷺ كانَ في بيتِها، فأتَتْه فاطمةُ ببُرْمةٍ، فيها خَزيرةٌ، فدَخلَتْ بها عليه، فقالَ لها: ادعِي زوجَكِ وابنَيْكِ. قالَت: فجاءَ علِيٌّ، والحُسَينُ، والحسَنُ، فدَخَلوا عليه، فجَلَسوا يأكُلونَ مِن تلك الخَزِيرةِ، وهو على مَنامةٍ له على دُكّانٍ تحتَه كِساءٌ خَيْبريٌّ. قالَت: وأنا أُصلِّي في الحُجْرةِ، فأنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ هذه الآيةَ: ﴿إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: ٣٣] قالَت: فأخَذ فضْلَ الكِساءِ، فغشّاهُم به، ثمَّ أَخرَج يدَه، فألْوى بها إلى السَّماءِ، ثمَّ قالَ: اللَّهُمَّ هؤلاءِ أهلُ بيتي وخاصَّتي، فأذْهِبْ عنهمُ الرِّجسَ، وطَهِّرْهم تطهيرًا، اللَّهمَّ هؤلاءِ أهلُ بيتي وخاصَّتي، فأذْهِبْ عنهمُ الرِّجسَ، وطهِّرْهم تطهيرًا. قالَت: فأَدخلْتُ رأْسي البيتَ، فقلْتُ: وأنا معَكُم يا رسولَ اللهِ، قالَ: إنَّكِ إلى خيْرٍ، إنَّكِ إلى خيْرٍ.

الراوي: أم سلمة أم المؤمنين • شعيب الأرنؤوط، تخريج المسند لشعيب (٢٦٥٠٨) • صحيح • أخرجه الترمذي (٣٨٧١) مختصراً، وأحمد (٢٦٥٠٨) واللفظ له.

 

4) عن النَّبيِّ ﷺ «أنَّه أدار كِساءَه على عَلِيٍّ وفاطِمةَ وحَسَنٍ وحُسَينٍ، فقال: اللَّهُمَّ هؤلاء أهلُ بَيْتي فأذهِبِ الرِّجْسَ عنهم وطَهِّرْهم تطهيرًا»

الراوي: – • ابن تيمية، الفتاوى الكبرى (١/ ٥٥) • ثابت.

 

 

5) خرَجَ النَّبيُّ ﷺ غَداةً وعليه مِرْطٌ مُرَجَّلٌ من شَعرٍ أسوَدَ، فجاءَ الحسَنُ فأدخَلَه معَه، ثمَّ جاءَ الحُسَينُ فأدخَلَه معَه، ثمَّ جاءَتْ فاطِمةُ فأدخَلَها معَه، ثمَّ جاءَ عَليٌّ فأدخَلَه معَهم، ثمَّ قالَ: ﴿إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: ٣٣].

الراوي: عائشة • الحاكم، المستدرك على الصحيحين (٤٧٦٦) • صحيح على شرط الشيخين.

6) لَمّانظَرَرَسولُ اللهِ ﷺ إلى الرَّحمةِ هابِطةً، قالَ: «ادْعوا لي، ادْعوا لي» فقالَتْ صَفيَّةُ: مَن يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: «أهْلُ بَيْتي عَليٌّ وفاطِمةُ والحسَنُ والحُسَينُ»، فجاءَ بهم، فألْقى عليهمُ النَّبيُّ ﷺ كِساءَه، ثمَّ رفَعَ يدَيْه، ثمَّ قالَ: «اللَّهمَّ هؤلاء آلي، فصَلِّ على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ»، فأنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ: ﴿إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: ٣٣].

الراوي: جعفر بن أبي طالب • الحاكم، المستدرك على الصحيحين (٤٧٦٨) • صحيح الإسناد.

 

 

7) قالَ أَبُو عَاصمٍ، عنْ عَبّادٍ أَبي يَحْيَى قَالَ: نا أَبُو دَاودَ، عنْ أَبي الحَمراءِ قالَ: صَحِبتُ النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- تِسعةَ أَشْهُرٍ فَكانَ إِذَا أَصْبحَ كُلَّ يَومٍ يَأتِي بَابَ عليٍّ وفَاطِمةَ فَيقُولُ: “السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهلَ البَيتِ {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}.

 

ص83 – كتاب التاريخ الكبير للبخاري ت الدباسي والنحال – أبو حاتم المزني – المكتبة الشاملة

 

 

۸) أنَّ النَّبيَّ ﷺ جلَّلَ على علِيٍّ وحسَنٍ وحُسَيْنٍ وفاطمةَ كِساءً، ثمَّ قالَ: اللَّهمَّ هؤلاءِ أهلُ بيتي وحامَّتِي، اللَّهمَّ أذهِبْ عنهم الرِّجسَ، وطَهِّرْهم تطهيرًا. فقالتْ أمُّ سلَمةَ: فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أنا منهم؟ قالَ: إنَّكِ إلى خيرٍ.

الراوي: أم سلمة أم المؤمنين • شعيب الأرنؤوط، تخريج المسند لشعيب (٢٦٥٩٧) • صحيح • أخرجه الترمذي (٣٨٧١)، وأحمد (٢٦٥٩٧) واللفظ له.

 

 

٩) أتيْتُ عَليًّا فلم أجِدْه، فقالَتْ لي فاطِمةُ: انطَلِقْ إلى رَسولِ اللهِ ﷺ يَدْعوه، فجاءَ معَ رَسولِ اللهِ ﷺ، فدخَلا، ودخَلْتُ معَهما، فدَعا رَسولُ اللهِ ﷺ الحسَنَ والحُسينَ، فأقعَدَ كلَّ واحِدٍ منهما على فَخِذِه، وأدْنى فاطِمةَ من حِجرِه وزَوجَها، ثمَّ لفَّ عليهم ثَوبًا وقالَ: ﴿إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: ٣٣]، ثمَّ قالَ: «هؤلاء أهْلُ بَيْتي، اللَّهمَّ أهْلي أحَقُّ».

الراوي: واثلة بن الأسقع • الحاكم، المستدرك على الصحيحين (٤٧٦٥) • صحيح على مسلم.

 

١٠ ) جئتُ أريدُ عَليًّا رَضيَ اللهُ عنه، فلمْ أجِدْهُ، فقالتْ فاطمةُ: انطَلَقَ إلى رسولِ اللهِ ﷺ يَدعوهُ فاجلِسْ. فجاءَ مع رسولِ اللهِ ﷺ، فدَخَلَ ودَخَلْتُ معهما، قالَ: فدعا رسولُ اللهِ ﷺ حَسنًا وحُسينًا فأَجلسَ كُلَّ واحدٍ منهما على فخِذِهِ، وأدنى فاطمةَ مِنْ حِجْرِهِ وزوْجَها، ثُمَّ لَفَّ عليهم ثوبَهُ وأنا شاهِدٌ، فقالَ: «﴿إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: ٣٣] اللَّهُمَّ هؤلاء أهلُ بيتي، اللَّهُمَّ أهلي أحقُّ».

الراوي: واثلة بن الأسقع • الحاكم، المستدرك على الصحيحين (٣٦٠٥) • صحيح على شرط مسلم.

 

١١) جئتُ أريدُ عليًّا رضيَ اللَّهُ عنهُ فلَم أَجِدْهُ، فقالَت فاطمةُ رضيَ اللَّهُ عنها: انطلقَ إلى رسولِ اللَّهِ ﷺ يدعوهُ، فاجلِس، قالَ: فجاءَ معَ رسولِ اللَّهِ ﷺ فدَخلا، فدخلتُ معَهُما قالَ: فدَعا رسولُ اللَّهِ ﷺ حسَنًا، وحُسَيْنًا فأجلسَ كلَّ واحدٍ منهما على فخِذِهِ وأدنى فاطمةَ من حِجرِهِ وزوجَها، ثمَّ لفَّ عليهم ثوبَهُ وأَنا مُنتبذٌ فقالَ: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا اللَّهمَّ هؤلاءِ أَهْلي، اللَّهمَّ أَهْلي أحقُّ قالَ واثلَةُ: قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، وأَنا من أَهْلِكَ قالَ: وأنتَ من أَهْلي قالَ واثلةُ رضيَ اللَّهُ عنهُ: إنَّها لَمِن أَرجى ما أَرجو

الراوي: واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة • البيهقي، السنن الكبرى للبيهقي (٢/١٥٢) • إسناده صحيح.

 

١٢) عن شَدّادٍ أبي عمّارٍ قالَ: دَخَلْتُ على واثِلةَ، وعنْدَه قَوْمٌ، فذَكَروا علِيًّا، فشَتَموه فشَتَمْتُه معَهم، فقالَ: أَلا أُخبِرُك بِما سَمِعْتُ مِن رَسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ؟ قُلْتُ: بَلى، قالَ: أَتَيْتُ فاطِمةَ أَسأَلُها عن علِيٍّ، قالَتْ: تَوَجَّهَ إلى رَسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ فجَلَسَ، فجاءَ رَسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ ومعَه علِيٌّ والحَسَنُ والحُسَيْنُ، كلُّ واحِدٍ مِنهما آخِذٌ بيَدِه، فأَدْنى علِيًّا وفاطِمةَ فأَجلَسَهما بَيْنَ يَدَيه، وأَجلَسَ حَسَنًا وحُسَيْنًا كلُّ واحِدٍ مِنهما على فَخِذِه، ثُمَّ لَفَّ عليهم ثَوْبَه -أو قالَ: كِساءَه- ثُمَّ تَلا هذه الآيةَ: ﴿إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾، ثُمَّ قالَ: «اللَّهُمَّ هؤلاء أهْلُ بَيْتي، وأهْلُ بَيْتي أَحَقُّ».

الراوي: واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة • الوادعي، الصحيح المسند (١١٩٨) • صحيح.

 

١٣) دخَلْتُ على واثِلةَ بنِ الأَسْقَعِ وعِندَه قَومٌ، فذَكَروا عليًّا، فلمّا قاموا قال لي: ألا أُخبِرُك بما رأيْتُ مِن رسولِ اللهِ ﷺ؟ قلْتُ: بلى، قال: أَتَيْتُ فاطمةَ رضيَ اللهُ تعالى عنها أَسألُها عن عليٍّ، قالت: تَوَجَّهَ إلى رسولِ اللهِ ﷺ. فجلَسْتُ أَنتظِرُه، حتى جاء رسولُ اللهِ ﷺ ومعه علِيٌّ وحَسنٌ وحُسينٌ رضي الله تعالى عنهم، آخِذٌ كلُّ واحدٍ منهما بيَدِه، حتى دخَلَ فأَدْنى عليًّا وفاطمةَ فأَجلَسَهما بيْن يدَيهِ، وأَجلَسَ حَسنًا وحُسينًا كلُّ واحدٍ منهما على فَخِذِه، ثمَّ لَفَّ عليهم ثَوبَه -أو قال: كِساءً- ثمَّ تَلا هذه الآيةَ: ﴿إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: ٣٣]. وقال: اللَّهمَّ هؤلاء أهْلُ بَيْتي، وأهْلُ بَيْتي أَحَقُّ.

الراوي: واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة • شعيب الأرنؤوط، تخريج المسند لشعيب (١٦٩٨٨) • صحيح • أخرجه أحمد (١٦٩٨٨) واللفظ له، وابن أبي شيبة (٣٢٧٦٦) باختلاف يسير، وأبو يعلى (٧٤٨٦) بنحوه مختصراً.

 

١٤) جاءَتْ فاطمةُ غُدَيَّةً بثَريدٍ لها تَحمِلُها في طَبقٍ، حتى وضَعَتْها بينَ يدَيْهِ ﷺ، فقال لها: أين ابنُ عَمِّكِ؟ قالتْ: هو في البيتِ، قال: ادْعيهِ، وائْتيني بابْنيَّ، قالتْ: فجاءَتْ تقودُ ابنَيْها، كلُّ واحدٍ منهما في يَدٍ، وعليٌّ يَمْشي في أَثَرِها، حتى دَخَلوا على رسولِ اللهِ ﷺ، فأجْلَسَهما في حِجْرِه، وجلَسَ عليٌّ على يَمينِه، وجلَسَتْ فاطمةُ عن يَسارِه، قالت أُمُّ سَلَمةَ: فأخَذْتُ من تَحتي كِساءً كان بِساطَنا على المَنامةِ في البيتِ ببُرْمةٍ فيها خَزيرةٌ، فجَلَسوا يأكُلونَ من تلك البُرْمةِ، وأنا أُصَلِّي في تلك الحُجرةِ، فنزَلَتْ هذه الآيةُ: ﴿إِنَّما يُرِيْدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: ٣٣]، فأخَذَ فَضْلَ الكِساءِ، فغَشّاهم، ثم أخرَجَ يَدَه اليُمْنى منَ الكِساءِ، وأَلْوى بها إلى السماءِ، ثم قال: اللَّهُمَّ هؤلاء أهلُ بَيْتي وحامَتي، قالت: فأدخَلْتُ رَأْسي، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، وأنا معَكم، قال: أنتِ إلى خَيرٍ -مرَّتيْنِ.

الراوي: أم سلمة • شعيب الأرنؤوط، تخريج سير أعلام النبلاء (١٠/٢٤٧) • صحيح.

 

١٥) «كُنّا عِنْدَ ابنِ عبّاسٍ فجاءَه سَبْعةُ نَفَرٍ وهو يَوْمَئذٍ صَحيحٌ قَبْلَ أن يَعْمى، فقالوا: يا بنَ عبّاسٍ! قُمْ معَنا، أو قالَ: اخْلوا يا هؤلاء، قالَ: بلْ أَقومُ معَكم، فقامَ معَهم، فما نَدْري ما قالوا.

فرَجَعَ يَنفُضُ ثَوْبَه، ويقولُ: أُفْ أُفْ، وَقَعوا في رَجُلٍ قيلَ فيه ما أقولُ لكم الآنَ، وَقَعوا في علِيِّ بنِ أبي طالِبٍ، وقدْ قالَ نَبيُّ اللهِ ﷺ: لَأَبْعَثَنَّ رَجُلًا لا يُخْزيه اللهُ، فبَعَثَ إلى علِيٍّ وهو في الرَّحى يَطحَنُ، وما كانَ أحَدُكم يَطحَنُ؟ فجاؤوا به أَرمَدَ، فقالَ: يا نَبيَّ اللهِ! ما أَكادُ أُبصِرُ، فنَفَثَ في عَيْنِه وهَزَّ الرّايةَ ثَلاثَ مَرّاتٍ، ثُمَّ دَفَعَها إليه. ففُتِحَ له.

فجاءَ بصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، ثُمَّ قالَ لبَني عَمِّه: أيُّكم يَتَوَلّاني في الدُّنْيا والآخِرةِ ثَلاثًا، حتّى مَرَّ على آخِرِهم، فقالَ علِيٌّ: يا نَبيَّ اللهِ! أنا وَلِيُّك في الدُّنْيا والآخِرةِ، فقالَ النَّبيُّ ﷺ: أنت وَلِيِّي في الدُّنْيا والآخِرةِ، قالَ: وبَعَثَ أبا بَكْرٍ بسورةِ التَّوْبةِ، وبَعَثَ علِيًّا على إثْرِه، فقالَ أبو بَكْرٍ: يا علِيُّ لَعلَّ اللهَ ونَبيَّه سَخِطا علَيَّ، فقالَ علِيٌّ: لا، ولكنَّ نَبيَّ اللهِ ﷺ قالَ: لا يَنْبَغي أن يُبلِّغَ عنِّي إلّا رَجُلٌ مِنِّي وأنا مِنه، قالَ: ووَضَعَ نَبيُّ اللهِ ﷺ ثَوْبَه على علِيٍّ وفاطِمةَ والحَسَنِ والحُسَيْنِ، وقالَ: ﴿إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾.

وكانَ أوَّلَ مَن أَسلَمَ بَعْدَ خَديجةَ مِن النّاسِ، قالَ: وشَرى علِيٌّ نَفْسَه، لَبِسَ ثَوْبَ النَّبيِّ ﷺ ثُمَّ نامَ مَكانَه.

قالَ: وكانَ المُشرِكونَ يَرْمونَ رَسولَ اللهِ ﷺ فجاءَ أبو بَكْرٍ، فقالَ: إليَّ يا رَسولَ اللهِ! وأبو بَكْرٍ يَحسَبُه نَبيَّ اللهِ ﷺ. فقالَ علِيٌّ: إنَّ نَبيَّ اللهِ ﷺ قد انْطَلَقَ نَحْوَ بِئْرِ مَيْمونٍ فأَدَرْكِه، فانْطَلَقَ أبو بَكْرٍ فدَخَلَ معَه الغارَ، وجَعَلَ علِيٌّ يُرْمى بالحِجارةِ كما كانَ رَسولُ اللهِ ﷺ يُرْمى، وهو يَتَضَوَّرُ قد لَفَّ رَأسَه في الثَّوْبِ لا يُخرِجُه حتّى أَصبَحَ، ثُمَّ كَشَفَ عن رَأسِه حينَ أَصبَحَ، فقالوا: إنَّك لَلَئيمٌ، كانَ صاحِبُك نَرْميه بالحِجارةِ فلا يَتَضَوَّرُ وأنت تَضَوَّرُ، وقدِ اسْتَنْكَرْنا ذلك، قالَ: ثُمَّ خَرَجَ بالنّاسِ في غَزاةِ تَبوكٍ، فقالَ له علِيٌّ: أَخْرُجُ معَك؟ فقالَ له نَبيُّ اللهِ ﷺ: لا، فبَكى علِيٌّ، فقالَ له نَبيُّ اللهِ ﷺ: أَما تَرْضى أن تكونَ مِنِّي بمَنزِلةِ هارونَ مِن موسى، إلّا أنَّك لسْتَ بنَبيٍّ، إنَّه لا يَنْبَغي أن أَذهَبَ إلّا وأنت خَليفَتي، قالَ: وقالَ له: أنت وَلِيُّ كلِّ مُؤمِنٍ بَعْدي، قالَ: وسَدَّ رَسولُ اللهِ ﷺ أبْوابَ المَسجِدِ غَيْرَ بابِ علِيٍّ، فيَدخُلُ المَسجِدَ جُنُبًا وهو طَريقُه ليس له طَريقٌ غَيْرُه، قالَ: وقالَ: مَن كُنْتُ مَوْلاه فعلِيٌّ مَوْلاه.

قالَ ابنُ عبّاسٍ: فأَخبَرَنا اللهُ في القُرآنِ أنَّه قد رَضيَ عنهم عن أصْحابِ الشَّجَرةِ يَعلَمُ ما في قُلوبِهم، فهلْ حَدَّثَنا أنَّه سَخِطَ عليه بَعْدَه، وقالَ: إنَّ نَبيَّ اللهِ ﷺ قالَ لعُمَرَ حينَ قالَ: أَتَأذَنُ لي فأَضرِبَ عُنُقَه -يَعْني حاطِبًا- فقالَ: أَوَكُنْتَ فاعِلًا! وما يُدْريك لعلَّ اللهَ يَعني اطَّلَعَ إلى أهْلِ بَدْرٍ، فقالَ: اعْمَلوا ما شِئْتُم».

الراوي: عبدالله بن عباس • الضياء المقدسي، الأحاديث المختارة (١٣ / ٢٨) • أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم].