هل اهل السنة یقبلون السفر لزیارتة الاربعينية الحسينية عليه السلام

حب أهل البيت (ع) موجود في قلوب المسلمين -الشيعة والسنة- ، والجميع يعلم أنه يجب عليهم أن يحبوا أهل بیت الرسول صلى الله عليه وآله. وكلما زادت هذه المودة ، سیتجلى ذلك في السلوك الفردي والاجتماعي. في بعض الأحيان يكون هذا الحب رائعًا للغاية بحيث کالمغناطيس يجذب جسم وروح المؤمن إلى مركز ذلك الحب. هذه […]

حب أهل البيت (ع) موجود في قلوب المسلمين -الشيعة والسنة- ، والجميع يعلم أنه يجب عليهم أن يحبوا أهل بیت الرسول صلى الله عليه وآله. وكلما زادت هذه المودة ، سیتجلى ذلك في السلوك الفردي والاجتماعي. في بعض الأحيان يكون هذا الحب رائعًا للغاية بحيث کالمغناطيس يجذب جسم وروح المؤمن إلى مركز ذلك الحب. هذه المحبة والمودة هي العامل والدافع الأساسي لحضور العشاق عند قبورهم وأن یظهروا محبتهم ومودتهم لهم. کما یعتقد جمیع المسلمین بأنّ مودة أهل البیت علیهم السلام هي أجر الرسالة وکل عام جماعة کثیرة تذهب لزیارة الاربعینیه ای زیاره قبر الحسین علیه السلام.

من الطبیعي أنّ في صدر الإسلام وبعد واقعة کربلاء ، الحکام الذین کانوا أعداءً للعلویین لم یأذنوا ولن یرضوا بإقامة العزاء لأهل البیت علیهم السلام وبسبب ذلک لم یصل إلینا أثر وخبر في الکتب والجوامع والمسانید التي ألفت في ذلک الزمان دلیل علی رجحان العزاء. و من کان یبرز ویظهر أدنی محبة لأهل البیت علیهم السلام یرمونه بالتشیع والرفض ویطردونه من المجامع العلمیة وتغضب علیه الحکومة. الحكومات التي تخشى حتى من قبر الإمام الحسين (ع) ودمروه وعاقبوا زواره. نتیجة هذه الرقابة والإختناق هو هجر کلمات أهل البیت علیهم السلام ومعالمهم وآثارهم بین المسلمین.

الشیعة لإقامة مجالس العزاء للإمام الحسین علیه السلام والمشایة جماعیة وبشکل رائع لزیارة قبور أهل البیت علیهم السلام مطیعون لأوامر أئمة أهل البیت علیهم السلام واستناداً بأدلة متقنة یرون أنّ حکم هذه الأمور مستحب مؤکد. وللحصول علی ثواب وأجر الزیارة یتحملون صعوبتها ویبذلون أنفسهم وأموالهم في هذا الطریق. أهل السنة أیضاً یوجبون مودة أهل البیت علیهم السلام ویعتقدون باستحباب زیارة قبورهم وإظهار المحبة لهم.

البعض یشککون في جواز الزیارة والسفر لزیارة قبور الأولیاء جماعیة ویقولون لا یوجد دلیل من الروایات والتاریخ علی ذلک والسلف لم یذهبوا لزیارة الأربعین کما یفعل البعض في الوقت الحاضر لکن بالنظر والدقة في المتون الروائیة والتاریخیة ینکشف لنا أنّه لیس فقط المسلمون بل الصحابة وحتی الرسول صلی الله علیه وآله کانوا یسافرون لزیارة قبور الشهداء جماعیة.

سفر النبي صلی الله علیه وآله مع الصحابة جماعیة بقصد زیارة قبور الشهداء

نقلت في کتاب سنن أبي داود روایة معتبرة حول زیارة النبي صلی الله علیه وآله مع الصحابة جماعیة لقبور شهداء أحد :

«حدثنا حَامِدُ بن یحیى ثنا محمد بن مَعْنٍ الْمَدَنِیُّ أخبرنی دَاوُدُ بن خَالِدٍ عن رَبِیعَةَ بن أبی عبد الرحمن عن رَبِیعَةَ یَعْنِی بن الْهُدَیْرِ قال ما سمعت طَلْحَةَ بن عُبَیْدِ اللَّهِ یحدث عن رسول اللَّهِ صلى الله علیه وسلم حَدِیثًا قَطُّ غیر حَدِیثٍ وَاحِدٍ قال قلت وما هو قال خَرَجْنَا مع رسول اللَّهِ صلى الله علیه وسلم یُرِیدُ قُبُورَ الشُّهَدَاءِ حتى إذا أَشْرَفْنَا على حَرَّةِ وَاقِمٍ فلما تَدَلَّیْنَا منها وإذا قُبُورٌ بِمَحْنِیَّةٍ قال قُلْنَا یا رَسُولَ اللَّهِ أَقُبُورُ إِخْوَانِنَا هذه قال قُبُورُ أَصْحَابِنَا فلما جِئْنَا قُبُورَ الشُّهَدَاءِ قال هذه قُبُورُ إِخْوَانِنَا» [1]

نقل أحمد بن حنبل هذه الروایة أیضاً.[2]

یقول المَقدَسي حول هذا الحدیث : إسناده صحیح [3]. شعیب الأرنوؤط محقق مسند أحمد بن حنبل أیضا حسّنها والألباني أیضاً في صحیح سنن ابی داود یعتقد بصحتها.[4]

بالعنایة إلی کلمة «خرجنا» و«یرید» التي جائت في الروایة بهذا النحو : « خَرَجْنَا مع رسول اللَّهِ صلى الله علیه وسلم یُرِیدُ قُبُورَ الشُّهَدَاءِ» یتضح لنا أنّ الصحابة بمعیة الرسول صلی الله علیه وآله کانوا یذهبون لزیارة قبور الشهداء جماعیة. لهذا زیارة الأربعین التي في الوقت الحاضر یعمل بها الشیعة وأهل السنة في خصوص قبر شهید کربلاء ویذهبون له جماعیة هي کزیارة النبي صلی الله علیه وآله في صدر الإسلام بحیث کان یذهب مع أصحابه جماعیة لزیارة قبور شهداء أحد ولما نقلت هذه الروایة في منابع أهل السنة بسند معتبر تدل علی وجود مثل هذه الزیارة بین أهل السنة في الماضي.

زیارة الصحابي الجلیل جابر بن عبدالله الأنصاري لقبر الإمام الحسین (ع)

جابر بن عبدالله الأنصاري الصحابي الجلیل بعد ما سمع خبر شهادة الإمام الحسین (ع) وأصحابه الأوفیاء ، خرج من المدینة قاصداً لزیارة قبر الإمام الحسین (ع) وهو أوّل من زار قبر الإمام الحسین (ع) في یوم الأربعین.  موفق بن أحمد المکي الخوارزمي المؤرخ الأدیب الفقیه و من علماء الأحناف العظام ینقل کیفیة زیارة جابر مع عطیة التابعي بالنحو التالي : «خَرَجتُ مَعَ جابِرِ بنِ عَبدِ اللّه ِ الأَنصارِیِّ زائِرَینِ قَبرَ الحُسَینِ بنِ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ علیه السلام، فَلَمّا وَرَدنا کَربَلاءَ دَنا جابِرٌ مِن شاطِئِ الفُراتِ فَاغتَسَلَ، ثُمَّ اتَّزَرَ بِإِزارٍ وَارتَدى بِآخَر، ثُمَّ فَتَحَ صُرَّةً فیها سُعدٌ فَنَثَرَها عَلى بَدَنِه، ثُمَّ لَم یَخطُ خُطوَةً إلّا ذَکَرَ اللّه َ تَعالى.

حَتّى إذا دَنا مِنَ القَبرِ قال: ألمِسنیهِ فَأَلمَستُهُ فَخَرَّ عَلَى القَبرِ مَغشِیّا عَلَیهِ فَرَشَشتُ عَلَیهِ شَیئا مِنَ الماءِ فَلَمّا أفاقَ قال: یا حُسَینُ ثَلاثا ثُمَّ قال: حَبیبٌ لا یُجیبُ حَبیبَهُ. ثُمَّ قال: وأنّى لَکَ بِالجَوابِ وقَد شُحِطَت أوداجُکَ عَلى أثباجِک، وفُرِّقَ بَینَ بَدَنِکَ ورَأسِک، فَأَشهَدُ أنَّکَ ابنُ خاتَمِ النَّبِیّین وَابنُ سَیِّدِ المُؤمِنین وَابنُ حَلیفِ التَّقوى وسَلیلِ الهُدى وخامِسُ أصحابِ الکِساءِ وَابنُ سَیِّدِ النُّقَباءِ وَابنُ فاطِمَةَ سَیِّدَةِ النِّساءِ وما لَکَ لا تَکونُ هکَذا وقَد غَذَّتکَ کَفُّ سَیِّدِ المُرسَلین ورُبّیتَ فی حِجرِ المُتَّقین ورُضِعتَ مِن ثَدیِ الإِیمانِ وفُطِمتَ بِالإِسلام فَطِبتَ حَیّا وطِبتَ مَیِّتا غَیرَ أنَّ قُلوبَ المُؤمِنینَ غَیرُ طَیِّبَةٍ لِفِراقِک ولا شاکَّةٍ فِی الخِیَرَةِ لَکَ فَعَلَیکَ سَلامُ اللّه و رِضوانُهُ وأشهَدُ أنَّکَ مَضَیتَ عَلى ما مَضى عَلَیهِ أخوکَ یَحیَى بنُ زَکَرِیّا.

ثُمَّ جالَ بِبَصَرِهِ حَولَ القَبرِ وقال: السَّلامُ عَلَیکُم أیَّتُهَا الأَرواحُ الَّتی حَلَّت بِفِناءِ الحُسَینِ وأناخَت بِرَحلِهِ وأشهَدُ أنَّکُم أقَمتُمُ الصَّلاةَ وآتَیتُمُ الزَّکاةَ ، وأمَرتُم بِالمَعروفِ ونَهَیتُم عَنِ المُنکَرِ وجاهَدتُمُ المُلحِدین وعَبَدتُمُ اللّه َ حَتّى أتاکُمُ الیَقینُ. وَالَّذی بَعَثَ مُحَمَّدا بِالحَقِّ نَبِیّا لَقَد شارَکنا کُم فیما دَخَلتُم فیهِ. قالَ عَطِیَّةُ: فَقُلتُ لَهُ: یا جابِرُ ! کَیفَ ولَم نَهبِط وادِیا ولَم نَعلُ جَبَلاً ولَم نَضرِب بِسَیفٍ وَ القَومُ قَد فُرِّقَ بَینَ رُؤوسِهِم وأبدانِهِم، واُوتِمَت أولادُهُم و أرمَلَت أزواجُهُم ؟! فَقال: یا عَطِیَّةُ ! سَمِعتُ حَبیبی رَسولَ اللّه ِصلى الله علیه و آله یَقولُ: مَن أحَبَّ قَوما حُشِرَ مَعَهُم و مَن أحَبَّ عَمَلَ قَومٍ اُشرِکَ فی عَمَلِهِم وَالَّذی بَعَثَ مُحَمَّدا بِالحَقِّ نَبِیّا إنَّ نِیَّتی ونِیَّةَ أصحابی عَلى ما مَضى عَلَیهِ الحُسَینُ علیه السلام وأصحابُهُ خُذوا بی نَحوَ أبیاتِ کوفانَ .

فَلَمّا صِرنا فی بَعضِ الطَّریقِ قالَ: یا عَطِیَّةُ ! هَل اُوصیکَ وما أظُنُّ أنَّنی بَعدَ هذِهِ السَّفَرَةِ مُلاقیک؟ أحبِب مُحِبَّ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله علیه و آله ما أحَبَّهُم وأبغِض مُبغِضَ آلِ مُحَمَّدٍ ما أبغَضَهُم وإن کانَ صَوّاما قَوّاما، وَارفُق بِمُحِبِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، فَإِنَّهُ إن تَزِلَّ لَهُ قَدَمٌ بِکَثرَةِ ذُنوبِهِ ثَبَتَت لَهُ اُخرى بِمَحَبَّتِهِم ، فَإِنَّ مُحِبَّهُم یَعودُ إلَى الجَنَّةِ ، ومُبغِضَهُم یَعودُ إلَى النّارِ» [5]

بالنظر إلی الروایات الصحیحة الواردة یتضح لنا أن السفر لزیارة قبور الشهداء جماعیة کان من سنة النبي صلی الله علیه وآله. لذلک کثیر من العلماء التابعین لسنة النبي صلی الله علیه وآله یعتقدون بجواز السفر لزیارة قبور الأولیاء واستحبابه. امثلة کثیرة من أقوال وسیرة علماء أهل السنة تدل علی جواز وأرجحیة زیارة قبور أهل البیت علیهم السلام وبالطبع مقدمة السفر أیضاً مستحبة ولا یمکن لأحد أن یدعي أنّ السفر لزیارة القبور لم یکن موجود بین أهل السنة.

إبن الحاج العالم السني الشهیر في کتاب «تعریف الأنام فی زیارة خیر الأنام»  یقول حول زیارة قبر النبي صلی الله علیه وآله :

«أما النذر للمشي إلی المسجد الحرام والمشي إلی مکة فله أصل في الشرع وهو الحج والعمرة وإلی المدینة لزیارة النبي صلی الله علیه وسلم والنبي أفضل من الکعبة ومن بیت المقدس ولیس عنده حج ولا عمرة وهذا الذي قاله مسلم صحیح لا یرتاب فیه إلا مشرک أو معاند لله ولرسوله صلی الله علیه وسلم و قد نقل ابن هبیرة(م 560ق) فی کتاب اتفاق الائمة قال :  اتفق مالک و الشافعی و ابوحنیفه و احمدبن حنبل رحمه الله تعالی علی أن زیارة النبی صلی الله علیه وسلم مستحبة»[6] مشائخ أهل السنة الأخر أیضاً یرون الإجماع علی ذلک ولا یهتمون بمخالفة بن تیمیة لهذه المسألة.[7]

علماء أهل السنة لیس فقط زاروا قبر الرسول صلی الله علیه وآله بل زاروا أولاده الشهداء ویعتقدون باستحباب زیارتهم.

کثیر من علماء أهل السنة من الماضي إلی الوقت الحاضر یذهبون لزیارة قبر الإمام الرضا علیه السلام لیتوسلوا ویتبرکوا بهذا الولي؛ ابن حبان یقول : «مات على بن موسى الرضا بطوس من شربة سقاه إياها المأمون فمات من ساعته وذلك في يوم السبت آخر يوم سنة ثلاث ومائتين وقبره بسنا باذ خارج النوقان مشهور يزار بجنب قبر الرشيد قد زرته مرارا كثيرة وما حلت بي شدة في وقت مقامى بطوس فزرت قبر على بن موسى الرضا صلوات الله على جده وعليه ودعوت الله إزالتها عنى إلا أستجيب لي وزالت عنى تلك الشدة وهذا شيء جربته مرارا فوجدته كذلك أماتنا الله على محبة المصطفى وأهل بيته صلى الله عليه و سلم الله عليه وعليهم أجمعين»[8]

زیارة علماء أهل السنة لقبر الإمام الرضا (ع) جماعیة

نُقل في متون أهل السنة أنهم کانوا یذهبون لزیارة قبر الإمام الرضا (ع) جماعیة؛ ابن حجر العسقلاني في کتاب «تهذیب التهذیب» یقول :

«وسمعت أبا بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عیسى یقول خرجنا مع إمام أهل الحدیث أبی بكر بن خزیمة وعدیله أبی علی الثقفی مع جماعة من مشائخنا وهم إذ ذاك متوافرون إلى زیارة قبر علی بن موسى الرضی بطوس قال فرأیت من تعظیمه یعنی بن خزیمة لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرعه عندها ما تحیرنا» [9]

 

بالنظر إلی تصریح ابن حجر بأنّ مشائخ وعلماء أهل السنة کانوا یذهبون لزیارة قبر الإمام الرضا (ع) جماعیة ، فهل یمکن لأحد أن یقول أنّ السفر لزیارة القبور جماعیة لیس بمشروع؟!

اتفاق المسلمین علی جواز شدّ الرحال لزیارة قبور الأنبیاء والصالحین

بالنظر إلی ما مضی إتضح لنا أنّ السفر لزیارة قبور الأنبیاء وکبار الدین والشهداء والصالحین والأقربین متفق علیه بین الشیعة والسنة ونقلت روایات کثیرة من النبي صلی الله علیه وآله وأهل بیته علیهم السلام والصحابة في خصوص مشروعیة وفضیلة وأجر زیارة القبور. وکانت سیرة النبي صلی الله علیه وآله والسیدة الزهراء سلام الله علیها[10] والصحابة والخلفاء ونساء النبي صلی الله علیه وآله هو الذهاب لزیارة قبور الشهداء والصالحین والسلف. [11] اما في خصوص اجماع العلماء علی ذللک وثبوته لدی العلماء نذکر بعض الأمثلة :

جاء في کتاب الموسوعة الفقهیة الکویتیة الذي هو من أهم الکتب الفقهیة لأهل السنة في العصر الحاضر ، فتوی علماء أهل السنة في کیفیة قصد السفر لزیارة الأنبیاء والصالحین ذیل عنوان « شد الرحال لزیارة القبور» بالنحو التالي:

«ذهب جمهور العلماء إلى أنه یجوز شد الرحل لزیارة القبور، لعموم الأدلة، وخصوصاً قبور الأنبیاء والصالحین» [12]

النکتة المثیرة للاهتمام هي أنّ هذه الموسوعة نقلت رأي بن تیمیة في منعه لشدّ الرحال ومستنده علی ذلک وردت علیه.

قاضي عیاض أیضاً في کتاب «الشفاء بتعریف حقوق المصطفی» ذکر من حقوق النبي صلی الله علیه وآله علی أمته هي زیارة قبره الشریف وصرح أنّ الأمة اتفقت علی ذلک : «وزیارة قبره صلى الله علیه وسلم سنة من سنن المسلمین مجمع علیها وفضیلة مرغب فیها» [13]

وجود هذه الأدلة الکثیرة تثبت أنّ جواز السفر لزیارة قبور أولیاء الله والصالحین والشهداء ثابت عند أهل السنة وهذا النوع من الزیارة لیس من خصائص الشیعة، بل سیرة النبي صلی الله علیه وآله والصحابة وکبار أهل السنة کانت هکذا. فلا یجوز لأحد بأي عذر أن یستشکل علی أهل السنة ویذمهم لأجل ذهابهم لزیارة أهل البیت علیهم السلام.

وجهة نظر علماء أهل السنة حول مشایة الأربعین

ماموستا ملامصطفی المحمودي إمام جمعة بیرانشهر بعد الإشارة إلی أهمیة زیارة الإمام الحسین (ع) في کربلاء قال: الذهاب إلی کربلاء وزیارة الإمام الحسین (ع) مناسب في کل زمان وفي أیام الأربعین أفضل.

ماموستا المحمودي بعد الإشارة إلی أنّ مشایة الأربعین هي تجمع عبادي وسیاسي قال : عبادي لأن الزوار یذهبون لولي الله المحبوب عند الله لیحترموا مقام وروح هذا الولي في کربلاء.

ثم أضاف : إضافة إلی کونه عبادي یکون سیاسي أیضاً ، لأنه یکون ضد الکفار وأعداء الدین ویسبب في إلقاء الرعب والوحشة في قلوبهم؛ هذه الحرکة هي تشکیل ضد الظالمین لیعلموا أنّ المسلمین حاضرون ولیس بنیام.

هذا العالم السني في خاتمة کلامه بعد ما أشار إلی أنّ مشایة الأربعین هي ناتجة من العشق والحب والتهدید لایؤثر فیها أکد أنّ الظالمین والمستکبرین والمحتلین والمستعمرین وعلی رأسهم الأمریکان والدول الإستعماریة الغربیة والسعودیة والذین ضد الدین ولایریدون أن یرفع الإسلام رأسه فالیعلموا أنّه مضی ذلک الزمان الذي کانوا یظلمون المسلمین فیه.

مشایة الأربعین تضمن حیاة الجمیع

الشیخ محمد عزیز الحنیفي إمام جمعة أهل السنة في مدینة فیشور و عضو مجلس وشوری تخطیط مدارس العلوم الدینیة لأهل السنة أیضاً في توضیح أنّ 20 من صفر هو یوم رجوع أهل بیت النبي (ص) بعد واقعة عاشوراء المؤلمة إلی کربلاء وأحرار العالم في هذا الیوم یذهبون إلی کربلاء لیواسوا قافلة الأساری ، قال : اليوم ، نحن المسلمون في هذا العصر المضطرب بحاجة إلى شيء یضمن الحیاة الأبدیة للجمیع وهو الإیمان؛ الله تعالی یقول أهل الإيمان يرحمون ويعشقون بعضهم بعضا ويحبون بعضهم بعضا.

عضو مجلس وشوری تخطیط مدارس العلوم الدینیة لأهل السنة بعد الإشارة إلی أنّ الأعداء یمنعون من تجمع وإتحاد المسلمین ویهددون ذلک قال : أنهم یرون تجمع المسلمین خطراً لهم لأنّهم یخافون من الإسلام وایمان المسلمین ویفعلون کل شيء؛ نحن بحاجة إلى معرفة الوسائل والطرق التي يستخدمها العدو.

الشیخ الحنیفي في الخاتمة بعد ما أشار إلی أنّه جاء في روایات أهل السنة أنّ النبي (ص) قال للإمام الحسین (ع) ستقتلک فئة لیس لدیهم طریق و منهج صحیح ، قال کلنا نعتقد أنّ الإمام الحسین (ع) ظلم وارتکبوا الجریمة وأخطؤوا في حقه ، فبالنظر إلی الظلم التي وصل للإمام الحسین (ع) وأهل بیت النبي (ص) في یوم عاشوراء ، لابد لنا من تعیین الظالم والطاغي اولاً وإظهار المحبة بالنسبة إلی أهل بیت النبي (ص) في أي مکان أمکن ثانیاً.

الإجتماعات المذهبیة في العالم لها تأثیر مهم جداً

الشیخ أحمد الخنجي إمام جمعة أهل السنة في بارسیان بعد ما أشار إلی إجتماع المسلمین وأحرار العالم في مشایة الأربعین قال : الأدیان دائماً یعظمون بعض الأیام لغایة الاتحاد؛ و بعض آثار هذه الإجتماعات والحرکات المذهبیة هو ظهورها العالمي التي له تأثیر مهم جداً علی الجامعة العالمیة.

بعد ما أکد أنّ السید القائد یری أنّ الأربعین له دور مهم في تقویة القدرة الإسلامیة ، أضاف وقال : کربلاء هي رمز بلورة الوحدة والبیعة مع الإمام الحسین (ع) التي لها ظهور عالمي وکما نری في الکتب ، أنّ زیارة مزار الإمام الحسین (ع) لها تاريخ طويل.

هذا العالم السني بعد ما أشار إلی التهدیدات التي صارت في خصوص إجتماع المسلمین في الأربعین الحسیني قال: مثل هذه الزیارة الجماعیة علی طول التاریخ کانت صعبة وأنفس الزوار دائما کانت في معرض الخطر ، مع ذلک الزوار کانوا یتحملون کل الخطورات حباً وعشقاً للمولی؛ والیوم أیضاً کذلک.

بعد ما أشار إلی أنّ واحدة من أفكار ومعتقدات أهل السنة هي زیارة مزارات العظام وأهل السنة أیضاً یذهبون إلی کربلاء لزیارة الإمام الحسین (ع) قال : التجمع في 20 من صفر في کربلاء هو تجمع یحضر فیه أحرار العالم من دون إلتفات إلی الدین والمذهب ویواسون أهل بیت النبي (ص) الذین ظلموا في کربلاء.

أضاف الشیخ الخنجي : هذا الإجتماع مظهر لمواجهة الظلم ونوع من رفض الظلم في الماضي والحال. والمسلمون لابد أن یواجه الظلم ویقدموا لامحائه.

ثم أکمل وقال: مثل هذه الحرکات دائماً کان لها مخالفین والیوم أیضاً بعض الفرق کداعش والمستکبرین لا یرضون بهذه الإجتماعات ولا یحبون هذه الأعمال ویعادون هذه الحرکات لأنهم یخالفون هذه البرامج فکریاً ویسعون لإمحاء هذه التجمعات.[14]

فواد حزباوی

منابع

[1]  السجستاني، ابوداود، سنن أبی داود  ج 2   ص 218.

[2]  الشیباني ، احمد بن حنبل، مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ، ص 10 ، مؤسسة الرساله ، شعیب ارنؤوط.

[3]  المقدسي،محمد بن عبد الواحد، الأحادیث المختارة  ج 3   ص 14 مکه، مكتبة النهضة الحدیثة.

[4] الألباني، ناصر، صحیح سنن ابی داود،  ج  1  ص 571  طبعة ریاض.

 [5]  ابن احمد المکي، موفق، مقتل الحسین للخوارزمي، ص 190.

[6] ابن الحاج  محمد، تعریف الانام فی التوسل بالنبی و زیارته علیه الصلاة والسلام ، صفحه 5.

[7] الخفاجي الحنبلي شهاب الدین، نسیم الریاض فی شرح شفاء القاضي عیاض، ج 5 ص 96.

[8] ابن حبان، محمّد، الثقات، دائرة المعارف العثمانیة بحیدر آباد، دكن هند، الطبعة الأولی ، 1393ق. ج 8، ص 457.

[9]]– ابن حجر العسقلاني، احمد، تهذیب التهذیب، مطبعة دائرة المعارف النظامیة، هند، الطبعة الأولی ، 1326ق. ج 7، ص 388.

[10]ابن بطال، شرح صحیح البخاري لابن بطال ، ج 3   ص 270

[11]. عبدالرزاق، مصنف، ج 3   ص 573  ح  6716  بیروت، المكتب الإسلامی «عبد الرزاق عن رجل من أهل المدینة عن سهیل بن أبی صالح عن محمد بن إبراهیم التیمی قال كان النبی صلی الله علیه و سلم یأتی قبور الشهداء عند رأس الحول فیقول السلام علیكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار قال وكان أبو بكر وعمر وعثمان یفعلون ذلك»

[12]لموسوعة الفقهیة الکویتیة ، جلد 24 ، صفحه 89

[13]]  القاضي عیاض، كتاب الشفا(م) ج 2   ص 71

[14]1. https://www.farsnews.com/news/13940909001285